"انقذوا أطباء ٢٠٢٠"...بين أحلام الهجرة أو إنقاذ الوطن
في دراسة بعنوان "احتياجات سوق العمل من المهن الطبية خلال الخمس سنوات القادمة بدءًا من عام 2020" ، ظهر من خلالها أن عدد الأطباء البشريين الحاصلين على ترخيص مزاولة المهنة، باستثناء أصحاب المعاش، يبلغ عددهم 212 ألف و835 طبيبًا، يعمل منهم حاليًا في جميع قطاعات الصحة 82 ألف طبيب فقط، بنسبة 38% بينما 62% منهم يعملون خارج مصر .
شارك في هذه الدراسة الأعلى للجامعات والمكتب الفني لوزارة الصحة
تستنتج الدراسة المليئة بالبيانات الهامة في نهايتها، والمستندة إلى قاعدة بيانات نقابة الأطباء والجهاز المركزي للإحصاء والتعبئة، أن مصر لديها طبيب لكل 1162 مواطن، بينما المعدل العالمي طبقًا لمنظمة الصحة العالمية هو طبيب لكل 434 مواطن. وانتهت الدراسة بعدة توصيات من بينها ضرورة تبني الدولة خطة لاسترجاع الأطباء للعمل بالقطاع الطبي الحكومي المصري ، ورفع مستوى التدريب المقدم للأطباء، وتأمين بيئة عمل مناسبة لهم، مع رفع مستواهم المادي بهدف عودة 60 ألف طبيب للعمل بالقطاع الصحي الحكومي خلال السنوات الخمس القادمة.
ومع أزمة تفشي فيروس الكورونا المستجد، اتخذ الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من القرارات الإيجابية في هذا الشأن بهدف تدعيم الأطباء معنويا وماديا ، واطلق عليهم الشارع المصري الجيش الأبيض بعد أن أدرك قيمتهم الحقيقية فهم يقفون في الصفوف الأمامية لمحاربة هذا الفيروس والتضحية بأنفسهم لحماية الدولة من هذا الخطر. وفِي هذه الأجواء يقف أطباء امتياز ٢٠٢٠يضرخون من النظام الجديد الذي طرحته وزارة الصحة ويناشدون مجلس الوزراء والرئاسة بالتدخل بعد ان فشلت محاولات نقابة الأطباء التي تمثلهم بالاجتماع مع الوزيرة لمناقشة سلبيات هذه الخطة . وانتشر مؤخرا هاشتاج " وزارة الصحة تحارب الأطباء .. انقذوا أطباء مصر ..أصلاء تكليف مارس ٢٠٢٠" .
وجاء في الشكوي التي تقدموا بها للرئاسة بعنوان " انقذوا 9 آلاف طبيب مصري" أن وزارة الصحة قامت بطرح نظام جديد للتكليف، يسعي لضم 9000 طبيب لنظام الزمالة المصرية مرة واحدة الذي لم يكن يستوعب سوي 2000 طبيب ، وذلك بدون اي تجهيز للمستشفيات مما يهدد من قيمة الزمالة وضياع العمر و تحريض الأطباء علي الاستقالة.
وأوضحت الشكوي ان هذا النظام يسبب في حرمان كل الوحدات الصحية على مستوى الجمهورية من أطباء التكليف وتعريض قسم الطب الوقائي للعجز في وقت هي أولى به بالأطباء لرصد واكتشاف مصابي الكورونا، إلى جانب إفراغ عدد كبير من المستشفيات من أي نواب جدد نتيجة عدم تضمين هذه المستشفيات في حركة التكليف.
وأختتم الأطباء شكاواهم قائلين " نحن نطالب بالتكليف علي نظام التكليف القديم المتعارف عليه للحفاظ علي المنظومة الصحية وايقاف اي تجارب في الوقت الادعي لاحتياج المنظومة الصحية للأطباء.
في الوقت الأخير ، أثبتت وزيرة الصحة لمنتقديها أنها شعلة من النشاط والكفاءة في تعاملها مع أزمة الكورونا .. فهل الفترة القادمة ستحاول كسب ابناءها الأطباء وتجلس معهم لمناقشة النظام الجديد لتقوم بتقارب وجهات النظر أم نستعد لهجرة مئات من الأطباء نحن الأن في أشد الحاجة إليهم ؟


تعليقات
إرسال تعليق